ماذا أحتاج إلى أخصائي نفسي؟ وكيف تؤثر المساعدة النفسية في حالات وجود العنف
إن الأشخاص الذين عانوا من العنف بأشكاله المختلفة يحتاجون إلى أساليب متنوعة من المساعدة، والتي تشمل المساعدة الفورية في حالات الطوارئ، والمساعدة الطبية والاجتماعية والإنسانية والقانونية، وكذلك الأمر المساعدة النفسية. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالمساعدة النفسية، غالبا ما يكون لدى عملائنا الكثير من الأسئلة والشكوك حتى في أبسط النقاط.
إن هذا سؤال طبيعي جداً، خاصة إذا لم يكن لديكم سابقاً أي خبرة في القضايا النفسية. في الحقيقة، إن توقع نتائج العمل أمر غير ممكن، كذلك الأمر نحن لا نستطيع معرفة كيف يتم بناء خطوات العمل، ولماذا هناك حاجة إلى هذا العمل بشكل عام. لذلك، أن يكون لديك شكوك حول المجهول أمر طبيعي تماماَ
ومع ذلك نستطيع القول إن أولئك الذين قرروا التعامل مع الأخصائي النفسي بشأن قضايا العنف غالبا ما يذكرون أن هذه التجربة كانت مفيدة جداَ لهم، حتى أولئك الذين راودتهم الشكوك في البداية
في هذه المقالة قمنا بالإجابة على أكثر الأسئلة شيوعاً.
المساعدة النفسية هي شكل من أشكال العلاقة المهنية التي تنشأ بين المختص النفسي والعميل، تتسم هذه العلاقة بالثقة التي يعمل المختص النفسي على توفيرها منذ البداية مما يساعد في البحث عن الأسباب الخفية لما يحدث في الحياة من مشاكل، وإيجاد الطرق الممكنة لحل
هذه المشاكل.
الاستشارة النفسية (الجلسة) هي مقابلة شخصية مع المختص النفسي والتي يمكن أن تحدث إما شخصياً في مكتب المختص أو عبر برامج التواصل المتاحة في الإنترنت والتي تدعم الاتصال الصوتي والمرئي. تستغرق الاستشارة عادة حوالي 50 دقيقة. هذا الوقت مخصص فقط لك. كل ما تناقشه مع الأخصائي النفسي خلال الجلسة هو خاص بك، فالمساعدة النفسية هي بالضرورة خدمة سرية.
الاستشارة هي شكل من أشكال الحوار، والتي تتم كالتالي: أولاً، تصف مشكلتك كما تراها أنت. في ذلك الحين يستمع الأخصائي النفسي لك ويطرح العديد من الأسئلة التوضيحية، ثم يعرض رؤيته للموقف. على أساس هذا الحوار وبشكل مستقل يمكنك أن تقرر كيف يمكنك التعامل مع المشكلة، أو كيف يمكنك التصرف في مواقف مماثلة.
لا يحكم الاختصاصي النفسي على أفكارك، كما أنه لا يقيم أفعالك، إنما يخلق مساحة آمنة بينكما بما يمكنك من التحدث بحرية أثناء الاستشارة، وحتى البكاء إذا لزم الأمر. كل ذلك بهدف جعلك تشعر بالقبول والدعم.
إن الأخصائي النفسي ليس طبيباً، وبالتالي في عمله هو لا يبحث عن الأمراض الحالات المرضية. يمكن للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في حياتهم اليومية العادية, مثلا : في العلاقات في العمل، في الأسرة، مع الآخرين وحتى مع أنفسهم ,التقدم بطلب للحصول على الدعم النفسي. يتوجه العملاء إلى الأخصائي النفسي في حال واجهتهم أمور حياتية سببت صعوبات مختلفة (عاطفية مثلاً) أو سببت نوعا من القلق، أو في حال كان يعانون من التوتر. والأهم من ذلك -إذا كانت هناك حاجة لدى العميل لتغيير شيء ما في حياته. أي أن طلب المساعدة من المختص النفسي لا تعني على الإطلاق أن هناك شيئًا ما خطأ فيك. على العكس من ذلك، فهو يشير إلى أنك مستعد لتحمل المسؤولية عن حياتك الخاصة والبحث عن طرق لحل المشكلات.
العنف ليس بالضرورة هو ضرر جسدي فقط، وإنما العنف هو ضرر يصيب الحالة النفسية والعاطفية للفرد. فليس الجسد وحده من يتألم، وإنما الروح تتألم أيضاَ، لهذا السبب يوصى بالتوجه إلى الأخصائي النفسي في حال مواجهة كافة أشكال العنف.
لا يمكن للأخصائي النفسي أن يقرر نيابة عنك أو ينصحك بكيفية التصرف في موقف معين. كما أنه لا يستطيع إجبارك أو مطالبتك بأن تتصرف بطريقة أو بأخرى. تتمثل مهمة الاختصاصي في مساعدتك على اكتساب مهارات ومعارف جديدة تؤهلك للتعامل مع الصعوبات بنفسك. سيدعمك الأخصائي النفسي ويساعدك في العثور على عناصر الدعم الداخلي من أجل حل المشكلة التي تقلقك.
هذا ممكن بالفعل، وهذا أمر طبيعي تمامًا أيضًا. يمكنك التوقف عن العمل مع الأخصائي النفسي في أي وقت تريد ولأي سبب كان، حتى بدون تفسير. إذا جمعتك مع الأخصائي النفسي علاقة ثقة، حينها يمكنك مشاركة رغبتك في التوقف عن العمل مباشرة معه. هذا لن يسيء لأي أحد، ولن يدينك الاختصاصي بالتأكيد. ولكن، ربما، سيساعدك ذلك على فهم ما يحدث لك بشكل أفضل، وسيصبح الأمر أسهل بالنسبة لك. فالرفض أمر طبيعي ومقبول. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك دائمًا العودة للعمل مع الأخصائي النفسي لاحقًا إذا كنت مستعدًا لذلك.
يحاول الأخصائي النفسي دائما خلق جو من الثقة والأمان لك أثناء الاستشارة. ولكن قد يكون من الصعب بناء الثقة على الفور وهذا أمر طبيعي، قد يستغرق الأمر وقتًا حتى يتسم الحوار بالثقة. كذلك الأمر، إن الشيء الوحيد الذي بدونه سيكون من الصعب أن تنشأ هذه الثقة بينكما هو غياب استعدادك الشخصي. لذلك، حاول التواصل بصراحة وصدق مع الاختصاصي.
إذا طرح الأخصائي النفسي أسئلة توضيحية، فإن ذلك يتم دائمًا بطريقة حذرة ومحترمة، مع إظهار الرغبة في مساعدتك. لكن قد تظل هناك بعض الأسئلة التي تحمل طابعاً شخصياً أو مؤلماً للغاية، لذلك يحق لك دائمًا رفض الإجابة عليها حتى بدون إبداء الأسباب. هذا أمر طبيعي أيضًا. من المهم أن تتذكر شيئًا واحدًا فقط: الإجابات المكونة من كلمة واحدة مثل "نعم / لا / لا أعرف" أو المعلومات الخاطئة ستؤدي إلى تعقيد العمل بشكل كبير.
وحاول أيضًا أن تكون منتبهاً لتوصيات الأخصائي النفسي، فهي غالبًا ما تساعد على نجاح العمل، بما في ذلك التوصيات بين الجلسات.
النتيجة الرئيسية للعمل مع الأخصائي النفسي تتمثل في التغيرات الحاصلة على مستوى الشخصية. على سبيل المثال، يمكنك البدء في بناء علاقات مع أشخاص آخرين بشكل مختلف أو النظر إلى نفسك وإدراكها بشكل مختلف.
بغض النظر عن طريقة العمل التي يتبعها الأخصائي النفسي، فإن التغيرات الحاصلة تتناول الجوانب التالية:
–المجال العاطفي (النفسي) الخاص بك، على سبيل المثال، ستكون قادراُ على فهم مشاعرك بشكل أفضل، وقادراً على تقبلها والتعايش معها
– وعيك، على سبيل المثال، سوف تفهم بشكل أفضل كيف يعمل الدماغ والنفس، وكيف يمكنك بناء علاقات مختلفة أو حماية نفسك
– مواردك الداخلية، على سبيل المثال، ستشعر بمصادر الدعم الداخلي في نفسك، وستتكون لديك ثقة في قدرتك على حل المشكلات
–تجربتك الإيجابية، على سبيل المثال، ستشعر بالثقة والقبول والدعم والأمان وحتى بالراحة النفسية التي سيعمل الإخصائي النفسي على توفيرها لك.
بالطبع فإن نتيجة العمل مع الأخصائي النفسي هي دائما نتيجة فردية. يعتمد ذلك على المهمة المحددة وظروفك الشخصية والموارد المتاحة. حتى إذا كنت لا تزال بحاجة إلى المساعدة بعد العمل مع الإخصائي النفسي، فسنكون هنا وسنواصل تقديم الدعم لك.
ببساطة، من خلال اتخاذ قرار بمقابلة الأخصائي النفسي، ليس لديك بالتأكيد ما تخسره. لكن بالمقابل قد تجد شيئًا مهمًا للغاية.
إذا كان لديك أية أسئلة.
.نشكركم على الترجمة Нура Алхури!
Мы благодарим за перевод Нуру Алхури!